مهارة القراءة السريعة تعتبر فن، فالقراءة ليست قدرة بشرية متأصلة في أدمغتنا، إنها مهارة تتطلب الممارسة.
القراءة السريعة ليست مهارة يصعب تعلمها – بيتر كومب –
يمكن للقراءة أن تغير صحتك وثروتك وإنتاجيتك، ولطالما كان الفهم دائمًا أكثر أهمية من مجرد القراءة؛ لأنه وبدون
الفهم فإن القراءة جهد ضائع.
أنت تقرأ لأنك تريد أن تتعلم شيئًا جديدًا أو تحسن مهارة معينة أو تستمتع بسرد رواية رائعة.
الفهم هو جوهر قراءة أي مادة، وهو أيضًا السبب الذي يجعل الكثير من الناس يقضون الكثير من الوقت في كتاب واحد.
العادة الوحيدة التي قد تعيق تقدمك عند ممارسة مهارة القراءة السريعة هي التراجع.
التراجع
يعد التراجع من أكبر العوائق التي نواجهها عند اتقان مهارة القراة السريعة، إنها عادة إعادة قراءة شيء قرأته
بالفعل للتأكد من أنك فهمت الرسالة التي تقرأها حقًا.
“عندما تتراجع وأنت تقرأ النص ، تفقد تدفق النص وبنيته ، ويمكن أن ينخفض فهمك العام للموضوع. كن مدركًا
ولا تسمح لنفسك بإعادة قراءة المواد إلا إذا كنت مضطرًا إلى ذلك “، كما يقول أبريل تروستر ، دكتوراه.
يمكن أن يتسبب عدم الثقة في مهارات القراءة لديك في حدوث التراجع، فإذا كنت لا تثق في نفسك لفهم
ما قرأته بشكل كامل، فستضطر للتراجع طوال الوقت.
بالنسبة للعديد من القراء، يمكن أن يحدث هذا مرارًا وتكرارًا، بدلاً من تحسين عادات القراءة لديهم ، يستخدم
الكثير من الناس هذه العادة لإعادة التركيز عندما يشعرون أنهم مشتتين.
بقدر ما تعتقد أن التراجع يساعدك ، فإنه في الواقع يبطئك أكثر مما تعتقد، ربما يضيع التراجع حوالي ثلث
كل ساعة تقضيها في القراءة.
في بعض الأحيان، وليس في كثيرها يكون التراجع ضروريًا، خاصةً إذا كنت تقرأ عن موضوع تقني وتريد أن تفهم
بشكل أفضل، أو عندما لا يشرح المؤلف بشكل واضح ويتعين عليك اكتشاف الرسالة بنفسك. ولكن في كثير
من الأحيان، يتراجع الناس لأنهم اعتادوا بمرور الوقت على ذلك.
إذا كنت تهدف إلى القراءة بشكل أسرع والحصول على الأفكار الأكثر أهمية في أي كتاب تلتقطه ، فعليك
الإقلاع عن عادة الرجوع إلى الفصول التي قرأتها بالفعل.
بدلًا من مراجعة الصفحات مرة أخرى، ما يمكنك فعله هو التركيز بشكل أفضل، حسّن عادة التركيز لديك ،
ولن تضطر إلى التراجع عدة مرات.
عندما يطور عقلك عادة التراجع ، فإنه يرتاح ولا يركز بشكل صحيح لأنه يعلم أنك ستعود في وقت ما،
مما يمنعك من الانغماس بعمق في أي كتاب عندما يحدث ذلك ، لن تفهم تمامًا جميع الأفكار الواردة في الكتاب.
كيفية الإقلاع عن التراجع عند ممارسة مهارة القراة السريعة
أبسط طريقة للتوقف عن إعادة القراءة مرارًا وتكرارًا هو اختيار الكتب أو الموضوعات التي تهتم بها بشدة.
يقول باتريك ألين “يجب أن تكون قراءة كتاب تجربة توفر لك السعادة والقيمة ، وليس شيئًا تعمل من خلاله”.
قبل أن تبدأ حتى في قراءة أي كتاب ، اسأل نفسك عما إذا كنت مهتمًا بما يكفي بشأن الموضوع لإعطائه
اهتمامك الكامل أو تركيزك.
كن فضوليًا قبل أن تبدأ القراءة. ما الذي تبحث عنه في أي كتاب تختاره؟ دع هذا يكون دليلك وسوف تركز
بشكل أفضل عندما تقرأ.حدد موعدًا للقراءة والتزم بالوقت المخصص لك.على سبيل المثال ، يمكنك تخصيص
نصف ساعة من وقتك لقراءة كتابك المفضل دون تشتيت الانتباه.
ابدأ بالتخلص من جميع عوامل التشتيت التي قد تمنعك من القراءة (وسائل التواصل الاجتماعي ،
و إشعارات البريد الإلكتروني ، وإشعارات الأخبار ، وموسيقى الخلفية ، وما إلى ذلك).يمكنك تعطيل
جميع الإخطارات على هاتفك.
ستكون أكثر تركيزًا عندما تكون وحدك مع الكتاب الذي تقرأه، اجعل هدفك التركيز نصف ساعة كاملة، ولا تستعجل العملية.استمتع فقط بالكتاب والأفكار التي ينقلها المؤلف.
للاحتفاظ بالمعلومات بشكل أفضل، استخدم مبدأ 50/50 للاحتفاظ بشكل أفضل وتذكر الأفكار الأساسية لأي كتاب.
لن تضطر إلى التراجع إذا لم تكن مشتتًا.
لتقليل عدد مرات التراجع ، يوصي Troester باستخدام مؤشر (إصبع أو قلم أو المؤشر) على طول الخط أثناء القراءة،
لأنك بذلك سوف تتبع عينيك طرف المؤشر، مما يساعدك على تجنب الرجوع للخلف. ستعتمد السرعة التي تقرأ بها
باستخدام هذه الطريقة إلى حد كبير على السرعة التي تحرك بها المؤشر “
من المهم ملاحظة أنه ليس عليك إنهاء كل كتاب لتبني عادات قراءة أفضل تمامًا.
ختامًا
يؤدي التراجع إلى إبطاء سرعة القراءة بشكل خطير.
الخبر السار هو أنه يمكنك بسهولة استبدالها بعادة أفضل، لكنها تتطلب التركيز والممارسة.
ابدأ ببطء واستهدف إحراز تقدم بدلاً من محاولة تغيير العادة في أسرع وقت ممكن، خاصةً إذا كان عقلك معتادًا
بالفعل على إعادة القراءة طوال الوقت.
يمكن أن يزيد الإقلاع عن التراجع من سرعة القراءة ويساعدك على قراءة المزيد من الكتب كل شهر أو عام.
كلما استثمرت المزيد من الوقت في القراءة ، ستصبح أسهل وستعرف العادات التي تساعدك على قراءة المزيد من الكتب.