اختيار التخصص الجامعي أمر صعب في بدايته ولكن إذا عرفت الطريق الصحيح فأنت بالتأكيد ستصل إلى ما تريد؛ وعلى الرغم من أنه أمر صعب ولكنه في نفس الوقت مرن لأنه محكوم ببعض المعايير العامة التي ببناءً عليها يتم اختيار التخصص الأنسب.
كما أن العديد من الأشخاص لديهم بالفعل فكرة عامة عن المجال الذي يرغبون في دخوله، إلا أن اختيار التخصص الجامعي الصحيح من مجموعة كبيرة من الخيارات المتاحة قد يكون قرارًا صعبًا بالنسبة لهم أيضًا.
وعادة ما يكون انسحاب الطلاب في السنة الأولى بسبب عدم رضاهم عن التخصص الذي قاموا باختياره؛ ويقومون بالتراجع عن دارسة التخصص ودارسة تخصص آخر.
وبالنظر إلى أن كل تخصص وكل جامعة مختلفة، وأن كل طالب لديه تفضيلات تختلف عن الآخر فلا بد من معايير محددة نسير عليها عند اختيار التخصص.
إليك أربعة أشياء يجب مراعاتها عند اختيار التخصص الجامعي المناسب:
الميول الشخصية
من أحد أهم معايير اختيار التخصص الجامعي هي الميول الشخصية للتخصص؛ ولكن إن ميول الطالب لتخصص معين بسبب تعلقه به أو بقدوة معينة قد لا يقابله وجود المتطلبات الأساسية لدخول التخصص، أو أن طبيعته الشخصية لا تتناسب مع التخصص المختار.
فمثلاً قد يدرس أحدهم الطب ويردد أن هذا حلمه وحلم والديه ولكن بعد أن نال الشهادة بتفوق يكتشف أن حبه وشغفه ليس للطب، ويقرر بعد التخرج أن يدرس تخصص آخر ويذهب في دارسة الإدارة ويثبت كفاءة عالية أكثر من كفاءته في المجال الطبي وكل هذا لأنه اكتشف شغفه وسار على الدرب.
وفي نفس الوقت يجب على من لديه ميول شخصية للتخصص ما؛ أن يحاور ويتحدث مع أصحاب التخصص ليختبر نفسه وميوله.
حدد نقاط قوتك وأهدافك:
اقض بعض الوقت في التفكير في اهتماماتك ومهاراتك؛ ومن خلال القيام بذلك تحدد أفضل التخصصات التي تناسبك.
يمكنك البدء باختيار مجال تهتم به، وتخصص يناسب مهاراتك وقيمك ونوع شخصيتك.
على سبيل المثال؛ إذا كنت مهتمًا بالرعاية الصحية؛ فإن هنالك العديد من التخصصات الطبيبة المعروضة مثل التمريض والقبالة والعلاج الطبيعي وعلم الأمراض وغيرها الكثير.
مستقبل الدارسة وفرص العمل
لا فائدة من اختيار تخصص جامعي ما لم يؤهلك لمهنة ناجحة ومرضية.
وكما أن الدارسة الجامعية من أهم مراحل الدخول إلى سوق العمل في عصرنا الحالي، فمن الطبيعي أن يكون المستقبل المهني للتَّخصُّص معياراً جوهرياً في اختيار التَّخصُّص الجامعي.
ووجب التنويه إلى أن الكثير من الأهل يرغبون أن يدرس أبنائهم تخصصات الطب والهندسة والقانون وليس لأن ذلك يتعلق بصورتهم الاجتماعية؛ ولكن لأنهم يعتقدون أن هذه الدراسات هي التي تحصل على فرص عمل سريعة ودخل مرتفع.
قم بعمل أبحاثك الخاصة عن التخصصات والجامعات
بالبداية قم بإنشاء قائمة من التخصصات لاكتشافها؛ احصل على معلومات على الانترنت؛ ثم قم بزيارة الجامعة وتعرف على الموضوعات المدرجة تحت كل تخصص في قائمتك.
إن زيارة الجامعة تلعب دورًا مهماً في تقبل الطالب لتخصصه الجامعي؛ ومن خلال زيارته يمكنه التعرف على الطلاب الأقدم وسؤالهم عن التخصص وعن السيرة الذاتية للمدرسين.
راجع تفكيرك عن التخصصات الجامعية
عدد كبير من الطلاب يختار تخصصًا جامعيًا يحبه ويرغب في دراسته؛ ولكن من أول أيام الدراسة يشعر أن التخصص مختلف تمامًا عن تصوراته.
ولذلك يجب عليك أن تراجع تصورك عن التخصص فمثلاً قد تكون ممن يحبون اللغة الإنجليزية ولكن دراستك للآداب اختلفت تماما عن تصورك للدراسة التي ترغب فيها؛ وغيرها الكثير من التخصصات التي يصعب التمييز بينها دون السؤال عن كافة تفاصيلها.
ختامًا:
كل العوامل السابقة تلعب دورًا كبيرًا في اختيار التخصص الجامعي المناسب لك ولطموحك؛ والطالب يحتاج إلى تقييم نفسه بناء على هذه المعايير قبل اختيار التخصص الجامعي الذي سيحدد مساره المهني.
تذكر عزيزي القارئ أنه لا يستوي صاحب النور الذي يسير بتخطيط ثابت نحو أمله وهدفه، وصاحب الظلام الذي يتخبط ويختار التخصص دون أي معيار علمي مقنع.
اترك رد
التعليقات